بين أبي تمام والمتنبي
2
كلا أبي تمام (188-228هـ) والمتنبي (303-354هـ)، فنانان كبيران وعالمان كبيران معا، على ندرة اجتماع الفن والعلم الكبيرين لمفكر واحد- عظيما الثقة، شديدا الجرأة، بليغا الأثر، يتفلَّتُ كلامهما في أنفسهما مِنْ طَوَايا كلامهما في كل شيء حريصين على تحيير المتلقي فيما يصطنعانه من التراكيب الطريفة!
ولكن شعر أبي تمام 486 قصيدة بـ 7323 بيتا، من بحور الكامل، فالطويل، فالبسيط، فالخفيف، فالوافر، فالمنسرح، فالسريع، فالرجز، فالمتقارب، فالرمل، فالهزج، فالمديد، فالمجتث، على ترتيب أنصبتها من أعداد الأبيات- وشعر المتنبي 283 قصيدة بـ 5556 بيتا، من بحور الطويل، فالكامل، فالبسيط، فالوافر، فالخفيف، فالمنسرح، فالمتقارب، فالسريع، فالرجز، فالمجتث، فالرمل، على ترتيب أنصبتها من أعداد الأبيات كذلك.
ولو قيس الشعر بالعمر لكان ينبغي أن ينعكس ما بين شاعرينا؛ فقد عاش المتنبي مقدار 1.70 من عمر أبي تمام، وكانت أبيات أبي تمام في مقدار 1.31 من أبيات المتنبي؛ ولكنه إفراط سعي المتنبي إلى المجد، الذي لم يحصل منه على مثل ما حصل عليه أبو تمام في عمره القصير!
ولقد اجتمع أبو تمام والمتنبي على تغليب استعمال خمسة الأبحر التي غلبت على الشعر العربي على وجه العموم -وإن تقدم منها الكامل في شعر أبي تمام فالطويل فالبسيط فالخفيف فالوافر، وتقدم منها الطويل في شعر المتنبي فالكامل فالبسيط فالوافر فالخفيف، على حين تقدم منها الطويل في الشعر العربي على وجه العموم فالكامل فالبسيط فالخفيف فالوافر- فطابق أبو تمام عموم الشعر العربي من آخره، وطابقه المتنبي من أوله!
واجتمعا كذلك على إهمال أبحر المضارع والمقتضب والمتدارك، وهي أضعف بحور الشعر العمودي استعمالا على وجه العموم. وانفرد أبو تمام دون المتنبي باستعمال بحري المديد والهزج -وإن أقل منهما كثيرا- ولم تتحد بينهما منازل ما استعملا من بحور -وإن تقاربت- غير منزلتي المنسرح والرجز؛ وفي ذلك كله دليل استقلال ذوق المتنبي.
http://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?t=4846
2
كلا أبي تمام (188-228هـ) والمتنبي (303-354هـ)، فنانان كبيران وعالمان كبيران معا، على ندرة اجتماع الفن والعلم الكبيرين لمفكر واحد- عظيما الثقة، شديدا الجرأة، بليغا الأثر، يتفلَّتُ كلامهما في أنفسهما مِنْ طَوَايا كلامهما في كل شيء حريصين على تحيير المتلقي فيما يصطنعانه من التراكيب الطريفة!
ولكن شعر أبي تمام 486 قصيدة بـ 7323 بيتا، من بحور الكامل، فالطويل، فالبسيط، فالخفيف، فالوافر، فالمنسرح، فالسريع، فالرجز، فالمتقارب، فالرمل، فالهزج، فالمديد، فالمجتث، على ترتيب أنصبتها من أعداد الأبيات- وشعر المتنبي 283 قصيدة بـ 5556 بيتا، من بحور الطويل، فالكامل، فالبسيط، فالوافر، فالخفيف، فالمنسرح، فالمتقارب، فالسريع، فالرجز، فالمجتث، فالرمل، على ترتيب أنصبتها من أعداد الأبيات كذلك.
ولو قيس الشعر بالعمر لكان ينبغي أن ينعكس ما بين شاعرينا؛ فقد عاش المتنبي مقدار 1.70 من عمر أبي تمام، وكانت أبيات أبي تمام في مقدار 1.31 من أبيات المتنبي؛ ولكنه إفراط سعي المتنبي إلى المجد، الذي لم يحصل منه على مثل ما حصل عليه أبو تمام في عمره القصير!
ولقد اجتمع أبو تمام والمتنبي على تغليب استعمال خمسة الأبحر التي غلبت على الشعر العربي على وجه العموم -وإن تقدم منها الكامل في شعر أبي تمام فالطويل فالبسيط فالخفيف فالوافر، وتقدم منها الطويل في شعر المتنبي فالكامل فالبسيط فالوافر فالخفيف، على حين تقدم منها الطويل في الشعر العربي على وجه العموم فالكامل فالبسيط فالخفيف فالوافر- فطابق أبو تمام عموم الشعر العربي من آخره، وطابقه المتنبي من أوله!
واجتمعا كذلك على إهمال أبحر المضارع والمقتضب والمتدارك، وهي أضعف بحور الشعر العمودي استعمالا على وجه العموم. وانفرد أبو تمام دون المتنبي باستعمال بحري المديد والهزج -وإن أقل منهما كثيرا- ولم تتحد بينهما منازل ما استعملا من بحور -وإن تقاربت- غير منزلتي المنسرح والرجز؛ وفي ذلك كله دليل استقلال ذوق المتنبي.
http://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?t=4846
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق