إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 22 مارس 2014

د ن ق ... صالح بن إبراهيم العوض عضو المجمع




دنق جذر الكلمة الدال والنون والقاف .
وهذا الجذر ورد في لغة العرب لعدة معانٍ منها ما هو أصيل في لغتهم ومنها ما هو معرب .
أما المعرب فلا شأن لنا به هنا.
وأما الأصيل فالذي يعنينا منه هنا ما يوحي بالمصطلح الدلالي القريب من اللهجة الشائعة في عصرنا الحالي وما يتداوله العوام في تعابيرهم الدارجة.
فكلمة دنَّق الرباعية بالتضعيف تستعمل باشتقاقات كثيرة ولا تعني إلا قصداً واحداً من معاني الكلام وهو الانحناء من الوقوف والدنو من الأرض لأمر ما. والاحديداب على عمل يقوم به وقد جَهِدَه وفرغ نفسه له.
وهذا الغرض الدلالي وارد لذات مؤداه في كلام العرب الأصيل.
يقول الصاحب ابن عباد في المحيط :
"والتدنيق في شدة النظر والتجحيظ. دنَّق بصرَه. ورأيته مدنِّقاً إلى الأرض".
وحمار مدنِّقٌ : مسترخي الأذنين من مرض.
والزبيدي في تاج العروس قد استوفى ـ تقريباً ـ معانيها وما قاله اللغويون فيها بوصفه متأخراً فأحاط بكثير من معاجم اللغة ولم شعث الكلمة.
يقول :
ومن المجاز : "دَنَقَ" فلانٌ يدنُق ويدنِق من حدَّي نصر وضرب دنوقاً كقعود؛ أَسَفَّ لدقائق الأمور، نقله الزمخشري وابن عباد. وقصد الزبيدي أساس البلاغة والمحيط في اللغة.
ثم يقول :
و(التدنيق الاستقصاء) ومنه قول الحسن البصري : " لا تدنِّقوا فيدنق الله عليكم" كذا في الصحاح. وأهل العراق يقولون فلان مدنِّق: إذا كان يداقُّ النظر في معاملاته ونفقاته ويستقصي.
والمداقَّة والاستقصاء كناية عن البخل والشح.
والتدنيق : إدامة النظر إلى الشيء مثل الترنيق؛ يقال دنَّق إليه النظر ورنَّق؛ وكذلك النظر الضعيف كما في الصحاح.
والتدنيق: (دنوُّ الشمس للغروب) كما في الصحاح ،وهو مجاز، يقال دنَّقت الشمس : إذا قل ما بينها وبين الغروب.
اخترت هذه المعاني لما فيها من قرب لما هو شائع في لهجتنا المعاصرة. وإلا فقد أورد اللغويون في معاجمهم لها معانيَ شتى إلا أنها مهملة في دارجنا اليوم.
ويدخل المدلول الحصري لاستخدامها اليوم الذي أشرت إليه آنفاً في مظنة المجاز كما توسع العرب السابقون فقد توسع عرب اليوم وهو حق لهم مثلما هو حق لسابقيهم .
والله أعلم .





http://www.m-a-arabia.com/vb/showthread.php?t=4843

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق